منذ انطلاقتها واجهت عمليات الطرح الاولي للعملات الكثير من الانتقادات وصلت الى حد المنع والتجريم في بعض الدول. وذلك بسبب عدم الجدية وعدم الموثوقية وكثرة عمليات الاحتيال, وغياب التقييم العادل والحقيقي لسعر العملة عند اطلاقها.
فالبداية كانت مع نظام الطرح الاولي (ICO). وهذا النوع هو الذي عرفته اسواق العملات الرقمية اولا, ولا يزال حتى يومنا هذا معمولا به على نطاق واسع. ولكن ما يعيب هذا النظام هو عدم وجود اي ضمانات يقدمها المصدر لصالح المشترين للعملات, وكذلك فإن العملة لا تمثل في مرحلة ما قبل بناء المشروع اي قيمة مادية او معنوية او خدمة ومن جهة أخرى غياب التقييم الحقيقي لسعر التوكن من قبل طرف ثالث محايد قبل بيعه في الطرح الاولي, وكثرة العمليات الاحتيالية والاختفاء بعد جمع التمويل كلها جعلت من نظام (ICO) نظاما عالي الخطورة
ثم في محاولة منها لتدارك اخطاء هذا النظام اصدرت منصات التداول المركزية نظاما جديدا اسموه في حينها (IEO). هذا النظام تكون فيه منصات التداول المركزية وسيطا بين المستثمرين واصحاب المشاريع, تدعي المنصات انها تقوم بعمليات التحقق من جدية المشروع, ولكن هذا الامر لم تثبت صحته حتى الان, كون المشاريع التي تطلقها هذه المنصات عادة هي مشاريع مستقبلية وليست حقيقية وقائمة على الارض, وبالتالي فان العملة التي يتم بيعها في الاكتتاب لا تمثل اي قيمة حقيقية.
ثم بعد ذلك ظهر نظام اخر وهو نظام الطرح الاول في منصات التداول اللامركزية وهو نظام (IDO). وهذا النظام كسابقه الاول (ICO). لا يخضع لأي عمليات رقابة ولا يكلف الامر سوى فتح حوض للتداول على منصة لا مركزية تعمل بواسطة العقود الذكية, ويتم الاعلان للجمهور للقيام بعمليات الشراء من خلال هذا الحوض. وبالتالي فان المشكلات التي كان يواجهها (ICO) عادت من جديد للظهور مع نظام (IDO) وكذلك فان نظام (IDO) ونظام (IEO) غالبا تشترط فيه المنصات عمل ايداع مسبق للأموال قبل عملية الشراء بشهر ويستمر الايداع الى ما بعد
الاكتتاب ايضا لعدة شهور مقابل الفوائد والعوائد التي تدفعها هذه المنصات للمودعين, وهو ما يتعارض مع مبادئ ومعتقدات الكثير من المتداولين في الدول المسلمة.
بناء على كل هذه المعطيات السابقة فان الاسواق باتت بحاجة الى نظام اكتتاب جديد؛ يلبي احتياجات المستثمرين والمتمثلة بالموثوقية والامان, وكذلك يلبي حاجة اصحاب المشاريع والذين من حقهم الحصول على فرصة للتمويل ولكن دون الاخلال بمبدأ الموثوقية والامان. وتلبية لهذه الاحتياجات ظهر نظام الاكتتاب الجديد (ILO)
هذا النظام بصورته الحالية يكاد يكون مثاليا في حل المشكلات التي تم طرحها والتي تعاني منها الانظمة القديمة التي تم ذكرها. فعلى سبيل المثال لا يستقبل النظام الجديد سوى المشاريع الحقيقية القائمة فعلا وجاهزة لتقديم الخدمات المعلنة بحيث تكون العملات مرتبطة بخدمات حقيقية ولها استخدام حقيقي, ولن يستقبل نظام (ILO) اي مشاريع مستقبلية قائمة على الوعود. وايضا لا يستقبل المشاريع المخالفة للمعايير الدولية, ولا يستقبل المشاريع التي ليس لها شركات مرخصة في دول, بحيث يمكن الرجوع اليها ومقاضاتها فيها عند نشوب اي نزاع, أما تقييم سعر التوكن فيكون من قبل طرف ثالث محايد وهي جهة محاسبية لضمان الحصول على سعر حقيقي وعادل قدر الإمكان. وأما آلية الطرح فبوساطة من منصة مستقلة خاصة بالإطلاق فقط (Launchpad) وليس من خلال منصة للتداول؛ لضمان عدم تعارض المصالح.
وفي هذا نظام تتم العملية بالكامل من خلال العقود الذكية. ولا تضع منصة الاطلاق يدها على الاموال في اي مرحلة من مراحل الاكتتاب. فالمستثمر يودع امواله, وكذلك صاحب المشروع يودع عملاته في العقد الذكي, وفي اليوم المحدد او عند بلوغ الهدف من التمويل تجري عملية المبادلة بشكل آلي وفقا لبرمجة العقد الذكي, وفي حال فشل الاكتتاب في جمع التمويل يقوم العقد الذكي بإرجاع الاموال الى اصحابها والعملات الى اصحاب المشاريع, اما في حال نجاح الاكتتاب فان اي عملات لم يتم بيعها سيتم احراقها بالكامل في هذا العقد الذكي؛ وذلك للمحافظة على السعر الذي تم التقييم به, ولتجنب مخاطر التضخم في سعر العملة.
ومن مميزات (ILO) أيضا تعهد الفريق الخاص بالمشروع بإدراج العملة في المنصات المركزية او اللامركزية فور انتهاء عملية الاكتتاب, ويقدم لذلك الضمانات من خلال العقود مع المنصات المختلفة الى منصة الاطلاق التي تمثل الوسيط بين المستثمرين واصحاب المشاريع.
لعل هذا النظام اذا ما تم تنفيذه بأمانة من قبل منصات الاطلاق فلعله يحل مشكلة كبيرة من مشكلات اسواق العملات الرقمية.
ومن الجدير بالذكر ان شركة كريبتو حلال لحلول التكنولوجيا المالية الاسلامية وبالتعاون مع شركائها (TokenBench) و(MetaIdentity) هم من قاموا بتصميم هذا النظام بعد إجراء استشارات واسعة مع خبراء التقنية والتكنلوجيا المالية, وكذلك قاموا بإطلاق منصة خاصة بهذا النظام المبتكر وهي منصة POLYKICK.COM والتي استقبلت بالفعل أولى المشاريع لإطلاقه وفقا لهذا النظام.
